بحر الفوائد: الركن الاسلامى
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الركن الاسلامى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الركن الاسلامى. إظهار كافة الرسائل

من هو القرين

 القرين

من هو القرين

محتوى الموضوع

  • من هو القرين
  • الأدلة من القرأن والسنة على وجود القرين
  • كيف نستطيع التخلص من وسوسة قرين الجن

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن إهتدى بهداه ...وبعد

من هو القرين

القرين لغوياً تعنى الصاحب الملازم وهذا يعنى أن القرين يصاحب الانسان باستمرار وفى كل مكان.

وقد جعل الله سبحانه وتعالى لكل عبد من بنى أدم قرينين، نعم قرينين، قرين من الملائكة وقرين من الجن (شيطان من نسل ابليس) فالقرين الملك يلهم الانسان للخير ويحضه عليه ويدعوه للطاعة ويزين له الجنة وما قرب اليها من قول وعمل. أما الشيطان "قرين الجن" فيوسوس له بارتكاب المعاصى ويزين له الشهوات واللذات ويصرفه عن الطاعات لينغمس فى الشهوات ويغوص فى المعاصى فيهلكه.

الأدلة من القرأن والسنة على وجود القرين

فى سورة ق "الأية رقم (23) وقال قرينه هذا ما لديا عتيد (القرين هنا هو الملك يقول هذا يا ربى سجل أعمال هذا العبد جاهز وحاضر (عتيد هنا بمعنى جاهز وحاضر) ومدون فيه كل شىء بكل دقة.

وجاء فى الأية رقم (27) من نفس السورة "قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد" والقرين فى هذه الأية يقصد به القرين الجن يتنصل من أفعاله ووسواسه وتحريضه للانسان على ارتكاب الذنوب والمعاصى والانغماس فى الشهوات والملذات ويتهم الانسان بالضلال. وهذا ليس غريب على الشيطان، والدليل على ذلك ما جاء فى الأية رقم (22) من سورة ابراهيم "وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

والقرين ورد ذكره أيضا فى أكثر من موضع فى القران الكريم، قال تعالى فى سورة الزخرف "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين"

وعن عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ما منكم من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا وإياك يارسول الله، قال واياى إلا ان الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير.

وفى رواية سفيان للحديث قال:  قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ما منكم من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا واياك يارسول الله، قال واياى إلا ان الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير.

وفي الروايةٍ، الثانية قال: وَقَد وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ وقَرينُه مِنَ المَلائكةِ، فَكما أنَّه قُيِّضَ له شَيطانٌ يُغويه ويُضِلُّه، كَذلك فقد قُيِّضَ الله له مَلَكٌ يعينه ويُرْشدُه فى مقابلة إغواء الشيطان وفتنه.

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ "الآيةَ"

وكان النَّبى صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أمَّتِه؛ فما مِن شرٍّ إلَّا وحذَّر أمَّتَه منه، وما مِن خيرٍ إلَّا ودلَّ أمَّتَه عليهوفي هذا الحَديثِ يقولُ رسولُ اللهِ "صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم": "إنَّ للشَّيطانِ"، وهو إبليسُ وجُندُه، "لِمَّةً" مِن الإلمامِ، أي: هِمَّةً وخاطِرًا تقَعُ في قلبِ العبد، "وللمَلَكِ" مِن الملائكةِ، "لِمَّةً"، أي: همَّةً وخاطرًا وإصابةً تقَعُ في قلبِ العبدِ، "فأمَّا لِمَّةُ الشَّيطانِ"، "فإيعادٌ"، أى: وعيدٌ، "بالشَّرِّ"، أي: بالكُفرِ والفُسوقِ والعِصْيانِ، "وتكذيبٌ بالحقِّ"، أي: تكذيب بالشَّرعِ والدِّينِ والإيمانِ، "وأمَّا لِمَّةُ الملَكِ" بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعدٌ، "بالخيرِ"، أى: الطَّاعةِ، "وتصديقٌ بالحقِّ"، أى: إيمانٌ باللهِ تعالى وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِرِ، والوعدِ مِن الرَّحمنِ بالجِنانِ، "فمَن وجَد ذلك"، أي: أحَسَّ وأدرَك في نفْسِه وقلبِه، لِمَّةَ الملَكِ، "فَلْيَعلَم، "أنَّه مِن اللهِ"، أي: مِن فَضلِه ومَنِّه ونِعَمِه على عبدِه، "فَلْيحمَدِ اللهَ"، أي: يَشكُرْه على نِعَمِه بالتَّزامِ تلك الطَّاعةِ، "ومَن وجَد الأخرى"، أى: أحَسَّ وأدرَك لِمَّةَ الشَّيطانِ وخاطِرَه، "فَلْيتعوَّذْ باللهِ"، أى: يَلجَأْ ويَحْتَمِى بذِكْرِ اللهِ تعالى، "مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، ويُخالِفْه فيما أمَره به.

قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنه: "ثمَّ قرأ"، أى: قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: قول الله عز وجل {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، أى: الشَّيطانُ وحِزبُه يُخوِّفُكم بالفَقرِ والحاجةِ إذا أنفَقتُم، ويَأمُرُكم بالبخلِ، والحِرصِ والمعاصى والمآثمِ، وما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ، واللهُ سبحانه برَحمتِه يَعِدُكم بالمغفرةِ والزِّيادةِ منه سبحانه؛ لأنَّ رحمتَه وقُدرتَه واسعةٌ لا حُدودَ لها، وهو سبحانه يَعلَمُ ما أنتم عليه.

إذن هناك قرينين لكل انسان مهما بلغ من العبادة والعلم

قرين من الملائكة يلهمه الخير ويحفزه لفعل الطاعات والاجتهاد فى العبادات، وقرين من الجن يوسوس له بالشر

إذن فالنفس بقرين الملائكة وقرين الجن تلهم الخير وتلهم الشر، وقد تلاحظ أحيانا وقوعك فى صراع داخلى؟ ما هو هذا الصراع أنه صراع بين الخير والشر  نتيجة تعاكس أو تضاد إلهام الملك مع وساوس الشيطان فمثلاً قد يتمثل هذا الصراع فى شكل أقوم أصلى أولاً أم أأكل أولا ثم أصلى؟ وما إلى ذلك.

إذن فما الأمر؟ كيف تتصرف؟ عليك أنت أن تحدد وتقرر وأعلم أن الدنيا دار ممر (دار إختبار) والأخرة هى دار المقر والخلود أما فى الجنة أو فى النار وتذكر قول الله عز وجل: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا  يُؤْمِنُونَ﴾. سورة الأعراف الأية (27)

خلى بالك هو وجنوده مراقبينك ومركزين معك جدا فمتستجبش لصوته الداخلى ووسوسته السلبية وأقفل أى باب فتنة يفتحه فى سكتك وأنت تسير إلى الله.

  • فيديو الموضوع

  • معلومة هامة يجب الاشارة إليها

قرين الجن مثل غيره من الجن لا يرى بالعين ولا يمكن رؤيته بأى حال ولا أحد يعرف شكله الحقيقى وهو سريع الحركة فى تنقله من مكان لاخر يصاحب الانسان ويلازمه فى أى مكان يذهب اليه ليلا ونهارا، لكن رغم كل هذه القدرات فلا يستطيع سوى زرع الوساوس فى نفس الشخص ولا يستطيع فعل أى ضرر له إلا بإذن الله سبحانه وتعالى كنوع من الابتلاء، كما أن البعض يقول بأن بعض السحره العتاه اصحاب السحر الأسود عليهم لعنة الله يكونون على إتصال بالجن الكافر ويقدمون لهم الولاء والطاعة فيمكنونهم من التواصل مع قرين الإنسان الذى يريدون إحداث ضرر له فيأمرونه بان يحدث له الضرر الذى يريدونه أو أعيائه بمرض أو الشتات والوسوسة التى تجعله يخاف من أهله أو من النزول والخروج من المنزل أو الوسوسة والخوف من فقدان الحياة فى أى وقت أو من شىء معين وهذا المرض يعرف عند علماء النفس بالوسواس القهرى ولا يحدث أى من ذلك إلا بإذن الله.

كيف نستطيع التخلص من وسوسة قرين الجن

1-    التمسك بما جاء فى كتاب الله تعالى والسنة النبوية المطهرة.

2-    إخلاص النية لله تعالى وحسن التوكل على الله.

3-    الإستعاذة من الوسوسة فى كل وقت.

4-    الاكثار من قراءة أيات القرأن الكريم وخصوصا اية الكرسى وخواتيم سورة البقرة.

5-    أداء الصلاة فى وقتها وخصوصا صلاة الجماعة.

6-    المحافظة على صلاة قيام الليل.

7-    الاكثار من الذكر والاستغفار والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.

8-    تجنب التواجد فى الأماكن التى يكثر الشياطين قدر الإمكان مثل مجالس الغناء واللهو والأسواق.

9-    التعوذ دائماً من الخبث والخبائث عند دخول الخلاء حتى لا يتمكن ذكور وإناث الجن من المساس بك

10-  وأخيراً كلما زاد ايمان العبد وزادت مجالسته لأهل الخير والصلاح فإنه يضعف كيد القرين.

هذا والله أعلى وأعلم

نعيم النساء فى الجنة

 نعيم النساء فى الجنة

محتوى الموضوع

  • أكثر النساء لا يعلمن ماذا أعد الله لهنّ فى الجنة!
  • ماذا أعد الله عز وجل للنساء فى الجنة؟
  • نساء الدنيا وأزوجهن فى الجنة
  • كيف نعيش فى الجنة؟


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن إهتدى بهداه...وبعد

ماذا أعد الله عز وجل للنساء فى الجنة؟

بشر الله عز وجل عباده المؤمنون بالجنة ونعيمها جزاءً على أعمالهم الطيبة فى الدنيا، وأخبرنا على لسان رسوله الكريم  "صلى الله عليه وسلم" بأنه جل وعلا قد أعد لعباده الصالحين فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ونحن نؤمن بذلك.....لكن السؤال هنا ماذا أعد الله للنساء فى الجنة؟ ما هو نعيم النساء فى الجنة؟ ما هى أحوال النساء فى الجنة؟

أكثر النساء لا يعلمن ماذا أعد الله لهنّ فى الجنة!

وتسائلت بعض النساء عن ذلك؟ حيث سألت إحداهن فقالت سؤالى هو: أنّ القرآن الكريم دائماً يذكر الجزاء في الآخرة تكراراً ومراراً للرجال والحور العين والناس يقولون أن الإسلام دين السيطرة فيه للرجل فلماذا لم يذكر الجزاء للمرأة؟.

بداية أسأل الله العلى القدير التوفيق والسداد فى هذا العرض على النحو الذى يرضيه عنا.

لقد أنزل الله هذه الشريعة للرجال والنساء سواء وكلّ خطاب للرجال فى القرآن، هو خطاب للنساء وكلّ حكم خوطب به الرّجال، النساء مخاطبات به إلا ما دلّ الدليل على التفريق بينهما كأحكام الجهاد والحيض والمحرم والولاية وغير ذلك.

وأما بالنسبة للجزاء فى الآخرة وماذا للمرأة فى الجنّة فإليكم هذه الطائفة من الآيات والأحاديث :

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِى الْهِجْرَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (الآية 195) آل عمران والحديث رواه الترمذى رقم 3023

قال ابن كثير رحمه الله: (يقول تعالى "فاستجاب لهم ربهم" أي فأجابهم ربهم .. وقوله تعالى "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى" هذا تفسير للإجابة أى قال لهم مخبرا أنه لا يضيع عمل عامل منكم لديه بل يوفى كل عامل بقسط عمله من ذكر أو أنثى وقوله "بعضكم من بعض" أي جميعكم فى ثوابى سواء)

وقال الله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) سورة النساء، الأية (124)

قال ابن كثير رحمه الله فى تفسير الآية: "بيان إحسانه وكرمه ورحمته فى قبول الأعمال الصالحة من عباده ذكرانهم وإناثهم بشرط الإيمان وأنه سيدخلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدار النقير، والنقير وهو الندبة الدقيقة التى توجد فى منتصف السطح المحدب لنواة التمرة.  

 وقال عزّ وجلّ: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النحل، الأية (97)

قال ابن كثير رحمه الله: هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه "صلى الله عليه وسلم" من ذكر أو أنثى من بنى آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة فى الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله فى الدار الآخرة والحياة الطيبة تشتمل جميع وجوه الراحة.

 وقال الله تعالى: (من عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة غافر، الأية (40)

وأخيرا إليكِم هذا الحديث الذى سيقضى تماما بإذن الله على كلّ وسوسة فى صدرك بشأن ذكر النساء :

عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ مَا أَرَى كُلَّ شَيْءٍ إِلاّ لِلرِّجَالِ وَمَا أَرَى النِّسَاءَ يُذْكَرْنَ بِشَيْءٍ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) سورة الأحزاب، الأية (35)، والحديث رواه الترمذى 3211 وهو فى صحيح الترمذى 2565

وهذا الحديث أيضاً

روى البخاري (3244) ومسلم (2824) عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: "أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" فاقرؤوا إن شئتم: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون} [السجدة:17]، وهذا يشمل عباد الله الصالحين من الذكور والإناث، فلكل منهم من النعيم ما وصف الله تعالى فى هذا الحديث.

ماذا أعد الله للنساء فى الجنة؟

قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلى الجنة من أى أبواب الجنة شئت". ورواه ابن حبان في صحيحه. فدخول الجنة يسره الله عز وجل للنساء وحين نتسائل عما أعده الله للنساء فى الجنة فيجب أن نتذكر قول الله عز وجل (من عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة غافر، الأية (40) فالرزق هنا بغير حساب للنساء والرجال بلا تفريق أو تمييز.

وقد روى البخارى ومسلم عن ابي هريرة رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى أعددت لعبادى الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال وأقرؤ إن شئتم قول الله تعالى "فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (الأية: 17 من سورة السجدة) وقول الله تعالى هنا أعددت لعباد الصالحين يتضمن الذكور والإناث على السواء فلكل منهما فى الجنة ما جاء فى الحديث أى أن للنساء فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

وقد وصف الله تعالى نساء الجنة بأجمل الأوصاف الظاهرة والباطنة ومما جاء فى ذلك قوله تعالى "وأزواج مطهرة"،  والمطهرة هى من طهرت من النفاس والحيض والغائط والمخاط، فقد طهرها الله تعالى من كل قذر كما طهر لسانها وطرفها وأخلاقها فجمع لها بين طهارة الظاهر وطهارة الباطن. 

كما قال الله تعالى "وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون"، وحور عين تعنى أن عيون نساء أهل الجنة تكون واسعة بياضها يكون شديداً وسودها يكونو شديداً، كأمثال المكنون تعنى كأمثال اللؤلؤ المصون الذى لم تمسسه يد من حيث الجمال والنقاء.

 كما قال الله تعالى "كأنهن الياقوت والمرجان"، والياقوت والمرجان حجران كريماً لهما منظر بديع من حيث الصفاء والنقاء، لدرجة أنك إذا أمررت خيطاً من خلال ثقوب يوجد فى أى من هذه الأحجار فإنك تستطيع تراه داخل هذا الحجر الكريم بالنظر على سطحه من شدة نقائه وصفائه. ووصف الله عز وجل للحور العين "كأنهن الياقوت والمرجان دليل على شدة حسنهن وجمالهن، فكيف سيكون جمال نساء أهل الدنيا فى الجنةاللواتى سيزيدهن الله حسناً وجمالاً ونضرة وجاذبية وطيباً يفوق الحور العين، سيمنح الله نساء أهل الدنيا اللواتى يدخلن الجنة جمالاً يعجز عن استيعابه العقل ولم ترى مثله الأعين ولا يخطر على قلب بشر، وقد قيل فى وصف نساء الجنة أن المرأة من نساء أهل الجنة ليكون عليها سبعون حلة، إلا انه يرى ساقها ومخ ساقها من وراء الحلل، أى أنه برغم إرتدائهن كل هذه الحلل إلا أنه يرى ساقها ومخ ساقها من وراء تلك الحلل من شدة حسنهن وجمالهن وصفائهن، "كأنهن الياقوت والمرجان"، فأعظم بجمال نساء الجنة فهن محورات العيون، مليئات الخدود، تكسوهن النضرة ويملأهن الجمال، ساحرات بحسنهن.

 وقد وصفت الحور بأنهن قاصرات الطرف، أى اللواتى قصرن بصرهن على أزواجهن ولا يشتهين أحد غير أزواجهن، وقد قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لو أن إمرأة من نساء أهل الجنة إطلعت إلى الأرض لأضاءة ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها (خمارها) على رأسها خير من الدنيا وما فيها، ونساء الجنة كلهن أبكارا، فقد قال الله تعالى "إنا أنشأنهن إنشاء فجعلنهن أبكارا عرب أترابا" وعرب هى جمع عروب وتعنى المتحببات إلى أزواجهن، وأترابا قال إبن عباس أى المستويات على سن واحدة أى كلهن فى سن واحدة فكلهن بنات الثالثة والثلاثين فلسن بصغيرات ولا كبيرات ولا متفاوتات حتى لا تكون هناك غيرة أو غل. 

وعلى عكس ما يعتقده الكثيرين بأن الله سبحانه وتعالى قد خص الرجال فى الجنة بالحور العين، ولكن فى الحقيقة الحور العين نعيم مشترك لكل من الرجال والنساء! لأن الحور العين رغم خلقتهم العظيمة وما منحهم الله من جمال سيكونن وصيفات للنساء المؤمنات من أهل الجنة ويقومن على خدمتهن وتهيئتهن لأزواجهن فى الجنة، ليس هذا فحسب بل أن الله عز وجل سيزيد النساء المؤمنات من أهل الدنيا فى الجنة جمالا وشباباً يفوق الحور العين وتصبح عذراء، وعلاوة على ذلك فإن الله عز وجل ينزع الغيرة من قلوب النساء، فوجود الحور العين أمر يسعد نساء الدنيا ولا يضيقهن أبدا، ولا تغضب من زوجها فى الجنة إذا عاشر الحور العين وذلك لأن الله نزع من نفوس أهل الجنة الغيرة والحقد وذلك لقول الله تعالى (وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) فالله عز وجل يقذف فى قلوب أهل الجنة حب بعضهم لبعض وينزع من قلوبهم الضغينة والحقد.

اليكم هذا الفيديو الشارح للموضوع    


 نساء الدنيا وأزوجهن فى الجنة

ومن المعلوم أن الزواج من أبلغ ما تشتهيه النفوس، فهو حاصلٌ فى الجنة لأهل الجنة ذكوراً كانوا أو إناثاً، فلا يوجد فى الجنة أعزب، وقد روى الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما في الجنة أعزب"، وهذا يشمل الأعزب من الذكور والإناث، فالكل سيزوجه رب العالمين ممن يحصل له به النعيم التام.
  1. فالمرأة المتزوجة يزوجها الله تبارك وتعالى فى الجنة بزوجها الذى كان زوجاً لها فى الدنيا، كما قال تعالى: ﴿ربنا وأدخلهم جنات عدنٍ التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم.
  2. وإذا كان لها زوجان فى الدنيا فإنها تخير بينهما يوم القيامة فى الجنة،
  3. وإذا لم تتزوج فى الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها فى الجنة.

فالنعيم فى الجنة ليس قاصراً على الذكور، وإنما هو للذكور والإناث، ومن جملة النعيم الزواج. وفى الجنة لا تنظر المرأة لغير زوجها ولا تشتهى غيره وذلك لقول الله تعالى فى سورة الرحمن (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ.... الأية (56) من سورة الرحمن، وقاصرات الطرف تعنى غضيضة الطرف عن غير أزواجهن فلا يرين أحد فى الجنة أفضل من أزواجهن.

أخواتى الفضليات لقد أعزكم الله بالإسلام فلا تزلوا أنفسكم بالمعاصى وأبتغوا من رضوان الله وتقربوا اليه فهذا هو الفوز العظيم وهذا هو طريق الجنة.

كيف نعيش فى الجنة؟

يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} (سورة يس: 55-56). والمقصود بذلك هو التمتع بكل نعيم الجنة "من طعام (فيأكلون كل ما يشتهون من أى ألوان الطعام: لحوم، وطيور وفاكهة....) وشراب (شرابهم من الزنجبيل والتسنيم والكافور والسلسبيل) وانهار متعددة من الماء واللبن والخمر والعسل المصفى، والتمتع بالأزواج والحور العين، ولباسهم من حرير وديباج وسندس وإستبراق" فيستمتعون ويفرحون وينعمون بجمال الجنة وما بها من نعيم مقيم منشغلين بذلك عن أهل النار وما هم فيه من عذاب.

إنها الجنة التى وصفها رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" بأنها لبِنةٌ من فضَّةٍ ولبنةٌ من ذَهَبٍ، وملاطُها المسكُ الأذفرُ، وحصباؤُها اللُّؤلؤُ والياقوتُ، وتُربتُها الزَّعفرانُ مَن دخلَها ينعَمُ ولا يبأسُ، ويخلدُ ولا يموتُ، لا تبلَى ثيابُهُم، ولا يفنى شَبابُهُم.  

كما أن أهل الجنة لا ينامون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يتغوطون إنهم مكحلين تخرجوا منهم رائحة المسك الطيبة شباباً فى غاية الجمال والتألق. فى الجنة على فرش بطائنها من إستبرق وفيها أيضا حلى وأساور تكون من الذهب واللؤلؤ وفضة شديدة اللمعان والبريق، كما يكون للشهيد تاج يسمى تاج الوقار يلبسه فى الجنة ويكون من الياقوت الياقوتة فيه خير من الدنيا وما فيها.

وفى النهاية اذكركم بأننا مهما ذهبا بتخيلنا فلن نستطيع تخيل الجنة ونعيمها كما أعدها بها الله عز وجل، كما أن حديثنا هنا كان للرد على تساؤلات أثارتها بعض النساء الفضليات حول ما للنساء فى الجنة، ولم يكن وصف شاملا للجنة ونعيمها، فعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى "صلى الله عليه وسلم": قال الله عز وجل: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك فى كتاب الله: "فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" متفق عليه.

وقد اجتهدنا فى التوضيح فى حدود علمنا وما تيسر لنا من معلومات فى ضوء الكتاب والسنة، 

هذا والله أعلى وأعلم

وأسأل الله العلى العظيم لى ولكم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولاً أو وعمل، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه فى قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، اللهم أتى نفوسنا تقواها وذكها أنت خير من ذكاها أنت وليها ومولاها، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمدا وعلى أله وأصحابه أجمعبن.

دمتم فى حفظ الله وأمنه ورعايته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فضل الذكر

فضل الذكر


 فضل الذكر

محتوى الموضوع

  •  غراس الجنة
  • العطاء والفضل الذى رُتِّب على الذكر لم يُرتَّب على غيره من الأعمال.
  • دوام ذكر الله تبارك وتعالى يُسيِّر العبد وهو جالس إلى منازل المُقرَّبين، وإلى الغرف العالية، وإلى مرضاة الرب سبحانه وتعالى
  • دوام ذكر الله تبارك وتعالى يُوجب الأمان من نسيان الله للعبد

بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

أمَّا بعد: فإن ذكر الله عز وجل هو عبادة من أيسر العبادات، وتكون عن طريق التلفظ (تحريك اللسان) بذكر الله عز وجل من بتسبيحه وتهليله وتكبيره وحمده ودعاءه ......، وحركة اللسان هى أيسر الحركات وأسهلها، ولو تحرك عضوٌ من الإنسان فى اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشقّ عليه غاية المشقة، بل لا يمكنه ذلك، ولكن الله تعالى جعل حركة اللسان ميسرةً، ورتَّب على عبادة الذكر من الخير ما لا يُرتبه على غيره.

وذكر الله عز وجل عبادة من أجل العبادات وأفضلها، وفوائده كثيرة وعظيمة، ومن أعظمها أن الله عز وجل يجزل عليه العطاء تيسيراً على العبد، فمع فضل الذكر يسَّر الحركة فى آنٍ واحدٍ، وهذا من لطف الله ورحمته وإحسان، لذا ينبغى أن نستثمر هذه النعمة بإشغال ألسنتنا بذكر الله فى جميع الفرص، ولا سيَّما الأذكار الواردة الشرعية، وينبغى على المؤمن أن يعتنى بها، وأن يشغل لسانَه بها، وأن يحفظها في أوقاتها.

فوائد الذكر

 غراس الجنة

روى الترمذى فى "جامعه" من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسولُ الله ﷺ: لقيتُ ليلة أُسرى بى إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال: يا محمد، أقرئ أمتك منى السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قِيعان، وأنَّ غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، قال الترمذى: حديث حسن غريب من حديث ابن مسعودٍ.

وقد روى إبن ماجه عن أبى هريرة أن رسولُ الله ﷺ مر عليه وهو يغرس غرساً فقال ألا أدلك على غراس خير من هذا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، يغرس لك بكل واحدة شجرة فى الجنة.

كما روى الترمذى من حديث أبى الزبير، عن جابر، عن النبي ﷺ قال: مَن قال: سبحان الله وبحمده غُرست له نخلة فى الجنة، قال الترمذى: حديث حسن صحيح.

فالجنة موجودة وفيها من النعيم ما فيها من "قصور، بساتين، قيعان، أشجار، ويغرس (يزرع) فيها كما ورد فى الحديث، ويُبنى أيضاً فيها، ولهذا قال ﷺ: مَن بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتًا في الجنة، وجاءت النصوص فى ذكر ثواب بعض الأعمال فى الجنة، لتدلَّ على أنها مع كونها عظيمةً وفيها من الخير العظيم ما فيها، إلا أنها ترتبط بأعمال العباد، فالمقصود أن الأعمال الصالحة هى سبب زيادة النعيم فى الجنة. ومن أعظم أسباب زيادة النعيم للعبد: كثرة الذكر مع كثرة العبادات الأخرى (الصلاة، الصيام، صلة الأرحام، بر الوالدين، الصدقات، بناء المساجد، والجهاد فى سبيل الله، إلى غير ذلك)، ومن نعيم الجنة "الزروع" غراس الجنة، ولهذا فى هذا الخبر أن النبى ﷺ لما التقى إبراهيم الخليل عليه السلام قال له: أخبر أمتك أن الجنة قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والحديث الآخر: مَن قال: سبحان الله وبحمده، غُرست له نخلة فى الجنة.

 ويقول : لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ أحبّ إلىَّ مما طلعت عليه الشمس أخرجه مسلم فى "الصحيح".

ويقول ﷺ: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أخرجه مسلم فى "الصحيح" أيضًا

يمكنك المشاركة فى قناتى على اليوتيوب من هنا

تحميل فيديو عن فضل الدعاء بالضغط هنا

العطاء والفضل الذى رُتِّب على الذكر لم يُرتَّب على غيره من الأعمال.

ورد فى "الصحيحين" عن أبى هريرة رضى الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يومٍ مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل مما جاء به إلا رجلٌ عمل أكثر منه. ومَن قال: سبحان الله وبحمده فى يومٍ مئة مرة حُطَّتْ خطاياه، وإن كانت مثلَ زبد البحر.

أربعة أجور إذا قال هذا الذكر مئة مرة.

  1. الفائدة الأولى: أنه يُعطى عدل عشر رقابٍ يُعتقها.
  2. الثانية: يُكتب له مئة حسنةٍ.
  3. الثالثة: يُمحا عنه مئة سيئةٍ.
  4. الرابعة: تكون حرزًا له ذلك اليوم من الشيطان حتى يُمسي.

ولمْ يأتِ أحدٌ يومَ القِيامةِ بأفْضلَ مِمَّا جاء به، إلَّا أحَدٌ قال مِثلَ ذلِكَ، وزادَ عليْهِ.

وما ذلك إلا لأنَّ هذا الذكر يُقر فى القلب تعظيم الله، والأنس به، والشوق إليه، والمسارعة إلى طاعته، والتَّحدث بنِعَمِه، والوقوف عند حدوده، والحذر من معاصيه، كلَّما أكثر من ذكر الله صار ذلك أقرب إلى صلاح قلبه، وسلامة قلبه وطهارته، فينبغى للمؤمن أن يُكثر من هذا الذكر.

وحديث أبى أيوب فى "الصحيحين": مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات، كان كمَن أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل، فينبغى للمؤمن الإكثار من ذكر الله: فى طريقه، فى بيته، على فراشه، فى أى مكانٍ.

أمَّا حديث السوق (مَن دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيى ويُميت، وهو حى لا يموت، بيده الخير، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، كتب الله له ألفَ ألف حسنة، ومحا عنه ألفَ ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة) هذا الحديث ضعيف، لم يثبت عن النبى ﷺ، لكن ذكر الله عز وجل فى الأسواق فيه فضل عظيم عند غفلة الناس، فأن يذكر الله والناس فى غفلة يكون فيه خير عظيم، فينبغى للمؤمن الإكثار من ذكر الله: فى السوق، فى البيت، على الفراش، فى المسجد، فى أى مكانٍ.

وفي الترمذى من حديث أنسٍ: أن رسول الله ﷺ قال: مَن قال حين يُصبح أو يُمسى: اللهم إنى أصبحتُ أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك: أنَّك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعَه من النار، ومَن قالها مرتين أعتق الله نصفَه من النار، ومَن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، ومَن قالها أربعًا أعتقه الله تعالى من النار. والحديث حسن لا بأس به، ويستحب أن تقولها أربع مرات فى الليل والنهار، فإذا مت من يومك كان هذا من أسباب عتقك من النار، وهكذا فى الليلة، هذا من أسباب العتق من النار.

وعن ثوبان: أن رسول الله ﷺ قال: مَن قال حين يُمسى وإذا أصبح: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا، كان حقًّا على الله أن يُرضيه.

ويقول ﷺ  أيضاً: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ويقول ﷺ: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فى الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم متفق على صحته.

فأنت يا عبد الله حسبك ذلك، اغتنم هذا الذكر، واسعى إلى هذا الخير العظيم أينما كنت.

دوام ذكر الله تبارك وتعالى يُسيِّر العبد وهو جالس إلى منازل المُقرَّبين، وإلى الغرف العالية، وإلى مرضاة الرب سبحانه وتعالى

فالإنسان بذكر الله جل وعلا، والشوق إليه، ومحبة له، وتعظيم له، وإخلاص له؛ يرفعه الله به درجات، ويحط به خطيئات، أعظم من الرجل العامل الذى هو فى غفلةٍ، وفى إعراضٍ، فجسمه فى وادٍ، وقلبه فى واد، أو قد مُلئ بالرياء والسمعة والمنة بعمله، أو لغير هذا من الآفات.

فالمقصود أنه ينبغى للمؤمن أن يُكثر من ذكر الله بقلبه ولسانه، كما يذكر الله بعمله من صلاةٍ وغيرها، ويكون حين الذكر فى إخلاصٍ وصدقٍ مع الله، ورغبة وشوق إليه سبحانه وتعالى، لا رياء ولا سمعة.

فالإكثار من الذكر يرفع العبد إلى درجة المقرَّبين، وتحصل له المنازل العالية، مع الاستقامة على فعل الفرائض، وترك المحارم.

دوام ذكر الله تبارك وتعالى يُوجب الأمان من نسيان الله للعبد. 

غفلة الإنسان عن ذكر الله سبحانه وتعالى يترتب عليها أن ينسيه الله نفسه ومصالحه، قال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19]، وإذا نسى العبدُ نفسَه أعرض عن مصالحها ونسيها وانشغل عنها، فهلكت وفسدت ولا بد.

فذكر الله جل وعلا له شأن عظيم فى حياة القلب وصلاحه وعمارته بخوف الله، ومراقبته، والقيام بحقه، والحذر من معاصيه، بخلاف الغافل: مَن غفل عن الله وعن ذكره بشهواته وحظوظه العاجلة، اسود قلبه، وأظلم، وقسا، وأعرض عن الآخرة، وصار إلى الهلاك.

فمن أسباب السعادة، ومن أسباب النجاة: دوام ذكر الله، وأن يكون على بال المؤمن: تسبيحه، وتهليله، وتكبيره، ودعاؤه، وتذكر ما يجب على العبد من حقوقه، والتفكر فى جزائه فى الآخرة، وعقابه، ونعيمه، وما أعدّ لأوليائه، وما أعدّ لأعدائه، فهذه أسباب النَّجاة.

ولهذا قال جل وعلا: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف:36]، وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا [الجن:17]، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه:124]، فالعقوبات عظيمة، نسأل الله العافية.

إليكم فيديو يوضح المقصود  بالقرين؟


وقال جل وعلا: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الحشر:19] نسوه يعني: نسوا حقَّه وأعرضوا عن ذكره واتبعوا الهوى والشَّهوات، فأنساهم الله أنفسهم يعنى: أنساهم الله أسباب نجاتها، وأسباب سعادتها بشغلهم بعاجل أمرهم، ودنياهم، وشهواتهم، وهذه عقوبةً عاجلة يعاقبوا بها فى الدنيا.

فالواجب على المؤمن أن يُفكر في هذا الأمر، وأن يجتهد فى دوام ذكر ربه، والأنس به، والخوف منه، والخشية والمراقبة له: فى بيته، فى طريقه، فى مصنعه، فى مركبه، فى كل مكانٍ، فيكون جسمه مع الناس وقلبه مع الله في كل وقتٍ، جسمه فى الصنعة، فى العمل، فى البيع، فى الشراء، فى الحرث، فى غير هذا، ولكن قلبه مع ربه بذكره، وتعظيمه، وأنسه به سبحانه وتعالى.

لذا فإن العامل بأسباب استقامته يُحييه الله حياةً طيبةً في الدنيا، ثم يُجزَى في الآخرة جزاء حسنًا؛ لقوله جل وعلا: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97]، فيُجازى فى الدنيا بالحياة الطيبة التى فيها سعادة قلبه، واستقامته مع الله، وأداؤه الحقوق، وأنسه بربه، وأنسه بإخوانه وأهله، ثم فى الآخرة له الجنة والمغفرة.

فجديرٌ بكل مؤمنٍ وبكل مؤمنةٍ أن يشتغل بذكر الله قولًا وعملًا، بقلبه ولسانه، وألا يفتر عن ذلك، ويكون على باله حقّ الله عليه وما نهاه عنه، وما يُحبه ويرضاه، وما يكرهه؛ حتى تكون أوقاته مشغولةً بما ينفعه عند الله جل وعلا، وحتى يسلم من فوات أمره عليه، وضياع حياته بسبب تزيين الشيطان واتِّباع الهوى.

أفضل الذكر القرآن، لكن كل ذكرٍ له وقت، كوقت الأذكار في الصباح والمساء، والقرآن له الوقت كله.

إليكم فيديو لأذكار الصباح 


وفقاً الله وإياكم الى ما يحب ويرضى

الأشعارات
اهلا بك اخى الكريم فى مدونة بحر الفوائد
ان كنت من المهتمين بعلوم النبات وبالتفكر والتأمل فى عجائب قدرة الله عز وجل فى خلقه يمكنك الاشترك فى قناة العلم والحياة على اليوتيوب بالضغط على زر اليوتيوب فى الاسفل سألين المولى عز وجل التوفيق والسداد .
=================================
وان كان لديك اى اسئله او اقتراحات يمكنك التواصل معنا عبر مواقع التواصل الاجتماعى اسفل الرساله وسوف نقوم بالرد فى اسرع وقت .
شكرا على المتابعه .

حسناً