القرين
محتوى الموضوع
- من هو القرين
- الأدلة من القرأن والسنة على وجود القرين
- كيف نستطيع التخلص من وسوسة قرين الجن
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن إهتدى بهداه ...وبعد
من هو القرين
القرين
لغوياً تعنى الصاحب الملازم وهذا يعنى أن القرين يصاحب الانسان باستمرار وفى كل
مكان.
وقد جعل
الله سبحانه وتعالى لكل عبد من بنى أدم قرينين، نعم قرينين، قرين من الملائكة
وقرين من الجن (شيطان من نسل ابليس) فالقرين الملك يلهم الانسان للخير ويحضه عليه ويدعوه
للطاعة ويزين له الجنة وما قرب اليها من قول وعمل. أما الشيطان "قرين
الجن" فيوسوس له بارتكاب المعاصى ويزين له الشهوات واللذات ويصرفه عن الطاعات
لينغمس فى الشهوات ويغوص فى المعاصى فيهلكه.
الأدلة من القرأن والسنة على وجود القرين
فى سورة
ق "الأية رقم (23) وقال قرينه هذا ما لديا عتيد (القرين
هنا هو الملك يقول هذا يا ربى سجل أعمال هذا العبد جاهز وحاضر (عتيد هنا بمعنى
جاهز وحاضر) ومدون فيه كل شىء بكل دقة.
وجاء فى
الأية رقم (27) من نفس السورة "قال قرينه ربنا
ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد" والقرين فى هذه الأية يقصد به القرين الجن يتنصل من أفعاله ووسواسه
وتحريضه للانسان على ارتكاب الذنوب والمعاصى والانغماس فى الشهوات والملذات ويتهم
الانسان بالضلال. وهذا ليس غريب على الشيطان، والدليل على ذلك ما جاء فى الأية رقم
(22) من سورة ابراهيم "وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ
لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ
فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ
لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓاْ
أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ
ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن
قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ"
والقرين
ورد ذكره أيضا فى أكثر من موضع فى القران الكريم، قال تعالى فى سورة الزخرف "ومن
يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين"
وعن عبد
الله ابن مسعود قال: قال رسول الله "صلى الله عليه
وسلم" ما منكم من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن، قالوا وإياك يارسول الله، قال
واياى إلا ان الله أعاننى عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير.
وفى
رواية سفيان للحديث قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ما منكم من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من
الملائكة، قالوا واياك يارسول الله، قال واياى إلا ان الله أعاننى عليه فأسلم فلا
يأمرنى إلا بخير.
وفي الروايةٍ،
الثانية قال: وَقَد وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ وقَرينُه مِنَ المَلائكةِ،
فَكما أنَّه قُيِّضَ له شَيطانٌ يُغويه ويُضِلُّه، كَذلك فقد قُيِّضَ الله له
مَلَكٌ يعينه ويُرْشدُه فى مقابلة إغواء الشيطان وفتنه.
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ "الآيةَ"
وكان النَّبى صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أمَّتِه؛ فما مِن شرٍّ إلَّا وحذَّر أمَّتَه منه، وما مِن خيرٍ إلَّا ودلَّ أمَّتَه عليه. وفي هذا الحَديثِ يقولُ رسولُ اللهِ "صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم": "إنَّ للشَّيطانِ"، وهو إبليسُ وجُندُه، "لِمَّةً" مِن الإلمامِ، أي: هِمَّةً وخاطِرًا تقَعُ في قلبِ العبد، "وللمَلَكِ" مِن الملائكةِ، "لِمَّةً"، أي: همَّةً وخاطرًا وإصابةً تقَعُ في قلبِ العبدِ، "فأمَّا لِمَّةُ الشَّيطانِ"، "فإيعادٌ"، أى: وعيدٌ، "بالشَّرِّ"، أي: بالكُفرِ والفُسوقِ والعِصْيانِ، "وتكذيبٌ بالحقِّ"، أي: تكذيب بالشَّرعِ والدِّينِ والإيمانِ، "وأمَّا لِمَّةُ الملَكِ" بابنِ آدمَ، "فإيعادٌ"، أي: وعدٌ، "بالخيرِ"، أى: الطَّاعةِ، "وتصديقٌ بالحقِّ"، أى: إيمانٌ باللهِ تعالى وملائكتِه وكُتبِه ورُسلِه واليومِ الآخِرِ، والوعدِ مِن الرَّحمنِ بالجِنانِ، "فمَن وجَد ذلك"، أي: أحَسَّ وأدرَك في نفْسِه وقلبِه، لِمَّةَ الملَكِ، "فَلْيَعلَم، "أنَّه مِن اللهِ"، أي: مِن فَضلِه ومَنِّه ونِعَمِه على عبدِه، "فَلْيحمَدِ اللهَ"، أي: يَشكُرْه على نِعَمِه بالتَّزامِ تلك الطَّاعةِ، "ومَن وجَد الأخرى"، أى: أحَسَّ وأدرَك لِمَّةَ الشَّيطانِ وخاطِرَه، "فَلْيتعوَّذْ باللهِ"، أى: يَلجَأْ ويَحْتَمِى بذِكْرِ اللهِ تعالى، "مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ"، ويُخالِفْه فيما أمَره به.
قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عَنه: "ثمَّ قرأ"، أى: قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: قول الله عز وجل {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 268]، أى: الشَّيطانُ وحِزبُه يُخوِّفُكم بالفَقرِ والحاجةِ إذا أنفَقتُم، ويَأمُرُكم بالبخلِ، والحِرصِ والمعاصى والمآثمِ، وما حرَّم اللهُ عزَّ وجلَّ، واللهُ سبحانه برَحمتِه يَعِدُكم بالمغفرةِ والزِّيادةِ منه سبحانه؛ لأنَّ رحمتَه وقُدرتَه واسعةٌ لا حُدودَ لها، وهو سبحانه يَعلَمُ ما أنتم عليه.
إذن
هناك قرينين لكل انسان مهما بلغ من العبادة والعلم
قرين من
الملائكة يلهمه الخير ويحفزه لفعل الطاعات والاجتهاد فى العبادات، وقرين من الجن
يوسوس له بالشر
إذن
فالنفس بقرين الملائكة وقرين الجن تلهم الخير وتلهم الشر، وقد تلاحظ أحيانا وقوعك
فى صراع داخلى؟ ما هو هذا الصراع أنه صراع بين الخير والشر نتيجة تعاكس أو تضاد إلهام الملك مع وساوس
الشيطان فمثلاً قد يتمثل هذا الصراع فى شكل أقوم أصلى أولاً أم أأكل أولا ثم أصلى؟ وما إلى ذلك.
إذن فما الأمر؟ كيف تتصرف؟ عليك أنت أن تحدد وتقرر وأعلم أن الدنيا دار ممر (دار إختبار) والأخرة هى دار المقر والخلود أما فى الجنة أو فى النار وتذكر قول الله عز وجل: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. سورة الأعراف الأية (27)
خلى بالك هو وجنوده مراقبينك ومركزين معك جدا فمتستجبش لصوته الداخلى ووسوسته السلبية وأقفل أى باب فتنة يفتحه فى سكتك وأنت تسير إلى الله.
- فيديو الموضوع
- معلومة هامة يجب الاشارة إليها
قرين
الجن مثل غيره من الجن لا يرى بالعين ولا يمكن رؤيته بأى حال ولا أحد يعرف شكله
الحقيقى وهو سريع الحركة فى تنقله من مكان لاخر يصاحب الانسان ويلازمه فى أى مكان
يذهب اليه ليلا ونهارا، لكن رغم كل هذه القدرات فلا يستطيع سوى زرع الوساوس فى نفس
الشخص ولا يستطيع فعل أى ضرر له إلا بإذن الله سبحانه وتعالى كنوع من الابتلاء، كما
أن البعض يقول بأن بعض السحره العتاه اصحاب السحر الأسود عليهم لعنة الله يكونون على إتصال بالجن الكافر ويقدمون لهم الولاء والطاعة فيمكنونهم من التواصل
مع قرين الإنسان الذى يريدون إحداث ضرر له فيأمرونه بان يحدث له الضرر الذى
يريدونه أو أعيائه بمرض أو الشتات والوسوسة التى تجعله يخاف من أهله أو من النزول
والخروج من المنزل أو الوسوسة والخوف من فقدان الحياة فى أى وقت أو من شىء معين
وهذا المرض يعرف عند علماء النفس بالوسواس القهرى ولا يحدث أى من ذلك إلا بإذن
الله.
كيف نستطيع التخلص من وسوسة قرين الجن
1- التمسك بما جاء فى كتاب
الله تعالى والسنة النبوية المطهرة.
2- إخلاص النية لله تعالى
وحسن التوكل على الله.
3- الإستعاذة من الوسوسة فى
كل وقت.
4- الاكثار من قراءة أيات
القرأن الكريم وخصوصا اية الكرسى وخواتيم سورة البقرة.
5- أداء الصلاة فى وقتها
وخصوصا صلاة الجماعة.
6- المحافظة على صلاة قيام
الليل.
7- الاكثار من الذكر
والاستغفار والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
8- تجنب التواجد فى الأماكن
التى يكثر الشياطين قدر الإمكان مثل مجالس الغناء واللهو والأسواق.
9- التعوذ دائماً من الخبث
والخبائث عند دخول الخلاء حتى لا يتمكن ذكور وإناث الجن من المساس بك
10- وأخيراً كلما زاد ايمان العبد وزادت مجالسته لأهل الخير والصلاح فإنه يضعف كيد القرين.
هذا والله أعلى وأعلم
يسرنا كتابة تعليق حول أرائكم أو مفترحاتكم أو استفساراتكم